تامسومانت انرز

مْلِيدْ إِثِنْزَارْ خْوَانْثْ ثْمِزَارْ

بصمات من ماضي منطقة أيت مخشون-

بصمات من ماضي منطقة أيت مخشون

الثلاثاء, أبريل 25, 2017

كغيرها من مختلف المناطق المجاورة والبعيدة، تزخر منطقة أيت مخشون بما يثبت أنشطة بشرية وغير بشرية متنوعة بالمنطقة منذ القدم ومن ذلك ما يلي:
1- فيما يخص الكائنات البشرية:
تواجد بعض المعالم الصامدة إلى يومنا هذا الدالة على ذلك ومنها:
أ‌- المقابر والمدافن المتواجدة في المجال الترابي لدوار أيت مخشون، وعلى الخصوص،تلك المتواجدة في مزارع “لَمْدَوَّرْ”، (إِصَنْضَالْ لْمْدَوَّرْ/مقبرة لمدور)؛


وفي “تِفْرَانْ” فيما يعرف بــ” سيدي مُحَنْدْ أُبْنْعْلِي؛


وفي “بُيْزْضْمِيوْنْ/مَوطن نبتة الدوم” بالقرب من “سَّهْبْ أُوعِيرْ” ؛ وفي ما يطلق عليه “بُيْصَنْضَالْ” و”دِّلِيتْ” بــ”بُوخَامُوجْ”.
وعلى الرغم من انعدام معلومات موثقة حول تلك المقابر، فاعتمادا على مظهرها الخارجي وشكلها وطريقة توجيها نحو القبلة كل ذلك يظهر أنها كلها مقابر إسلامية. وأغلب الظن أنها للذين تعاقبوا على المنطقة والذين لازالت بعض الأماكن تحمل أسماءهم مثل أيت معزوز الذين تنسب إليهم ما يعرف بــ”ثَغْرَنْثْ نَايْتْ مَعْزُوزْ/ قصبة أو قلعة أيت معزوز”، وأيت حمام الذين سميت على اسمهم “ثَغِيثْ نَايْتْ حْمَامَ/ مضيق أيث حمام”، وأيت خزان الذين ينسب إليهم المكان المعروف بــ”أَقْشُورْ نَايْتْ خَزَّانْ/ ملك أيت خزان”، وأي تلمان الذين اعطوا اسمهم لما يطلق عليه “أَظَهْرِ نايْتْ لْمَانْ/ ملك أيت لمان”، وأيت عرفة الذين تسمى باسمهم”إِسْمَانْ نَأَيْتْ عَرْفَة/ مضارب أيت عرفة” ، وغير ذلك من الأسماء المنسوبة لقبائل وفروع سبقت أيت مخشون إلى المنطقة والتي إما أنها انقرضت أو هاجرت إلى أماكن أخرى، أو لا زالت في الجوار، وخاصة في بعض الفروع من القبائل المرموشية مثل “أيت لمان” و”أيت جافر”.
ب‌- تعدد أطلال وآثار المنشآت البشرية الدالة كما هو الحال بالنسبة لتعدد المقابر على أن المنطقة كانت دائما محجا وموطنا وممرا لتجمعات بشرية متعددة. ومن أبرز تلك المآثر:
1-“الأكوام الحجرية” المتواجدة فيما يعرف بــ” إِجْرُسَاوَنْ”، في أقصى أعلى المرتفع الذي يطل على ضريح “سيدي لحسن” من الجهة الشمالية الغربية؛




وقد تضاربت الروايات والآراء حول طبيعة هذا المعلم وتاريخ تواجده. فمن قائل إنه ربما يكون عبارة عن مطرح للحجارة المجمعة من الأراضي الفلاحية، إلى من رجح أن يكون اسطبلا أو زريبة ( حظيرة) للماشية، ولكن دون أن تحدد فترة تشييده. وهناك محقبة الفراعنة على اعتبار أنه يسمى بــ ” أَسْقِيفْ نْفَرْعُونْ” أي ” زريبة وحظيرة فرعون”. وهذا ما ذهب إليه السيد محمد بن سعيد المشهور في حياته، رحمه الله بـ”بنَء زَهْرَه”، وذلك بحسب ما أفادني به السيد محمد بن يوسف المشرع عن جده من جهة أمه.
2-” ثَغْرَنْثْ نَيْثْ مَعْزُوزْ”، أي قصبة أيت معزوز” والتي لا زالت معالمها تشهد على وجودها في المرتفع المطل من الغرب على المكان المعروف بـــ”سَهْبْ أُوعِيرْ”. وقد قيل عن هذه القصبة أنها كانت منيعة وكثيرة العدد والعدة.




وقد عاصر هؤلاء الذين تنسب إليهم هذه القصبة جد أيت مخشون الولي الصالح سيدي لحسن بن مخشون وحليفه الولي الصالح سيدي علي بن يحيى جد أغلب مكونات قبيلة أيت سغروشن بإقليم بولمان، في جزء من حياتهما. وكان ذلك على الراجح في أواخر القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر الهجريين. وبحسب الذاكرة الشعبية المحلية، فقد جاهرأيت معزوز لسيدي لحسن العداوة ووقعت بينهما مناوشات ومشاكسات، كما هو موثق ببعض الأشعار الموروثة.
وكنتيجة لتلك العداوة، ووفق المتداول والموروث أبا عن جد، فقد نظم في حقهم سيدي لحسن دعاءه المشهور بــ”دعاء سيدي لحسن”، والذي تم تضمينه البحث المخصص لهذا الولي تحت عنوان” ضريح سيدي لحسن بن مخشون” وبالضبط في جزئه الثاني الموجود على الرابط التالي:

روضة /ضريح/ سيدي لحسن – الجزء الثاني


وبحسب نفس المصدر، فقد كان سيدي لحسن يدعو بالدعاء المذكور بحضور حليفه سيدي علي بن يحيى الذي كان يؤمن، أي يقول آمين،على كل ما جاء في ذلك الدعاء.
وتبعا لما ذكرته الرواية الشفهية، فقد نزح أيت معزوز عن تلك المنطقة في ظروف غامضة إلى جهات غير معلومة.
وفي هذا الصدد، وبخصوص الهجرات والنزوحات البشرية في التاريخ المغربي، فكما هو معلوم وكما شهدت بذلك بعض المصنفات التاريخية أو يستنتج مما جاء فيها، أنها ترجع لعدة أسباب منها ما هو بيئي وطبيعي، مثل القحط والجفاف والأوبئة، ومنها ما يتعلق بالبحث عن أوضاع مادية ومعيشية أفضل بطرق تارة مشروعة ( اقتناء أو إحياء في إطار ما يعرف في الفقه الإسلامي بــ”الأرض الموات”) وأخرى غصبا وعدوانا، ومنها ما هو ناتج عن تدهور الأسباب الأمنية مما يحتم البحث عن أماكن أكثر أمنا واستقرارا والابتعاد عن مكامن النزاعات والاقتتال، والأمثلة على كل ما سبق كثيرة. ومن تلك الأسباب أيضا ما هو سياسي واستراتيجي، داخل في التدافع من أجل الاستيلاء على مقاليد الحكم والولاءات والعداوات بين السلالات والأسر والأشخاص المتعاقبة على سدة الريادة والرياسة عبر تاريخ وطننا العزيز. ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما يلي:
– فيما يخص التطلع إلى الحكم، تحركات قبائل لمتونة التي كونت النواة الأولى والصلبة للدولة المرابطية من جنوب المغرب (الصحراء) نحو الشمال، وقبيلتا هرغة وچومية التي شكلتا العمود الفقري للدولة الموحدية من جبال الأطلس الكبير نحو السفوح المجاورة له وخاصة مراكش، وقبائل زناته التي أنتجت الدولة المرينية بفرعيها المريني والوطاسي من الشرق، الجزائر حاليا نحو المغرب الشرقي ومن ثم إلى باقي أطراف المغرب الأقصى، وما إلى ذلك.
– وبخصوص الاستقدام والتقريب للقبائل الموالية والمؤيدة والنفي والتهجير للمناوئة والمعادية، توطين الموحدين لقبائل عربية من بني هلال ومن معهم في منطقة تامسنا بعدما قضى المرابطون على البرغواطيين الذين يشكلون سكانها الأصليين، قبل أن يتم طردهم بدورهم من قبل بني مرين، وتعويضهم بقبائل زناتة وهوارة. كما أن إحدى القبائل المتواجدة حاليا في منطقة الغرب قد تم تهجيرهم إليها من أحواز مراكش في عهد مولاي إسماعيل. وبدورها، وبحسب بعض الروايات، فقد أجبر المرابطون قبيلة “چروان” على الخروج من منطقة تافيلالت والنزوح شمالا إلى أعالي زيز وچير ومن تم إلى منطقة إفران قبل أن تستقر في موطنها الحالي بجوار مدينة مكناس على يد السلطان العلوي سيدي محمد بن عبدالله في القرن الثامن عشر الميلادي للاستقواء بهم ضد قبائل غير مناصرة له.
– أما فيما يتعلق بالولاء والمناصرة وخاصة من لدن بعض القبائل المشار إليها في التاريخ المغربي على أنها قبائل مخزنية، إما لأنها كانت تشكل الركائز الأساسية لـــجيوشه، كما هو الشأن لقبيلة “لوداية”، التي كانت الخزان المغذي لـ”چيش لوداية” الشهير، أو”لحركاته” عند الاقتضاء.
وباختصار، فتاريخ المغرب الكبير وخاصة الأقصى منه حافل بالنماذج الدالة على أسباب التحولات والتغيرات الديموغرافية. فما على الراغب في الاستزادة من المعلومات حول هذا الجانب إلا الرجوع إلى المراجع التاريخية من أمثال تاريخ ابن خلدون المشهور «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر»، والناصري المعروف بــ ” الاستقصاء لمعرفة أخبار المغرب ألأقصى” وابن أبي زرع المسمى “الأنيس المطرب بروض القرطاس، في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس”،
ومن القبائل التي ذكر الأولون أنها استوطنت في وقت من الأوقات المنطقة قبيلة “أيت سادن” أو على الأقل فرع من فروعها. وقد سبق أن ذكرت ذلك بتفصيل فيما تم تخصيصه لكهف “تفران” ضمن المعالم الطبيعية من هذه البوابة وذلك على الرابط التالي:
http://www.tamsomant.com/معالم-آيت-
مخشون/%d9%83%d9%87%d9%88%d9%81/
( للموضوع بقية بحول الله وقوته)
لحسن بن محمد انــرز

معالم آيت مخشون

كما هو الحال بالنسبة لمختلف مناطق المغرب، تتوفر منطقة أيت مخشون عل عدة مآثر ومعالم منها ما ليس للبشر فيه سبب نوردها تحت عنوان “معالم غير بشرية”، ومنها ما أنتجته يد الإنسان نتعرض لها تحت عنوان “معالم بشرية”. سوف نحاول هنا، إنشاء الله، إعطاء الزائر الكريم نبذ عن المعالم الطبيعية التي تتواجد في منطقة أيت مخشون. وسوف تكون البداية  بــالكهوف انطلاقا بـــ"إِفْرِ نْثْفْرَان" مرورا ب"إِفلفْرِ وُّچُّوجْ"، ... ثم بباقي المعالم قدر المستطاع. لحسن بن محمد انـــرز

ابحث في الموقع

النشرة البريدية