حرفيا، أعيدوا بنا إلى الحديث عن البغل. يقال لمن يحاول استدراج غيره وخاصة محدثيه إلى موضوع لا يهم إلا هو وجعله موضوعا محوريا. وهو مستقى من قصة صغيرة مفادها أن رجلا عجوزا أرمل حاول أبناءه أن يعرفوا منه ما إذا كان لايزال راغبا في الزواج أم يئس منه. فبدأوا يتحدثون فيما بينهم بحضوره متغافلين عنه كأنه غير موجود بينهم ويناقشون الأمور المشتركة التي تهمهم ويتدارسونها في محاولة لإيجاد حلول مناسبة لها. وكانت من جملة تلك المسائل، مسألة مصير بغل لهم. فبدأ كل واحد منهم يبدي وجهة نظره في الموضوع ويقدم المقترح الذي يراه مناسبا لمعالجة الموضوع. فتوالت الاقتراحات ومنها اقتراح بيعه وتخصيص ثمنه لتزويج الأب. ولما تظاهروا أنهم انتقلوا إلى موضوع آخر تدخلالأبالمسكين الذي انطلت عليه الحيل طالبا منهم العودة لمناقشة موضوع البغل قائلا “عِيدْمَاخْ زِيخْ أَلَوَالْ أُسَرْدُونْ”. ففهموا من ذلك أنه يرغب في التزويج وبقي مثالا يحتدى في مثل تلك المواقف