حرفيا، عوى ذئبه. مجازيا يقال لمن وصل جهده مداه ولم يعد في جعبته ما يقدمه أو يستخدمه، أو لمن خرت قواه. كالذئب الذي تعب من ملاحقه الكلاب له فيعمد إلى العواء علها تنصرف عنه أو تتوقف عنه على الأقل، وكأنه يظهر استسلامه.
ومعلوم أن سلوكات بعض الحيوانات في النزال والصراع فيما بينها، إن لم نقل جلها، يقتضي من الغالب التوقف عن القتال إذا ما عبر خصمه وغريمه عن رغبته في الاستسلام والخضوع بعلامات معلومة بحسب النوع. وهذا ما لا نلاحظه، مع الأسف، عند كثير من بني البشر، الذين ربما تأثروا بتصرف الحيونات التي لا تحترم هذا المبدأ وعلى رأسهم البقرة التي وإن انبطح الخصم على الأرض فإنها لا تتوقف عن ملاحقته وتكرار نطحه. ولهذا، يضرب بها المثل في التعنت وعدم التسامح مع الخصوم. (أنظر المثل في مادة حرف “ل” تحت عنوان ” لغلب نثفونسث”)