حرفيا، هشم السرج قبل الحصول على الأرنب. مجازيا، يضرب به المثل لمن يستبق الأحداث ويتخذ القرارات والمواقف قبل أن يتأكد من النتائج. فالعاقل من يتصرف بحذر ويتدرج في مبادراته ولا يستبق الأحداث.

وأصل هذا المثال يعود إلى قصة تناقلتها الألسن مفادها أن جماعة من الناس التقوا في سفر. وبينما هم في طريقهم في إحدى الفيافي القاحلة التي لا توجد فيها إلا بعض النباتات القصيرة، مثل الحلفاء، إذا بأحدهم يلاحظ وجود أرنب بري بجانب الطريق في كومة من الأعشاب غارق في سبات عميق كعادة الأرانب البرية التي تقضي الليل بحثا عن الطعام بينما تنام الوقت في النهار. ففرحوا واستبشروا بذلك خيرا، سيما وقد أخذ منهم العياء والجوع الحظ الأوفر. فلا بأس إذن من التوقف لأخذ قسط من الراحة وتناول وجبة لحم شهية. لكن غباء زعيمهم سول لهأن اقتناص الطريدة مضمون. ولا يحول بينهم وبين التلددبأكلها إلا توفير الحطب الذي ستشوى عليه. وبما أن الحطب غير كتوفر، فاقترح عليهم تهشيم سرجهم لتوفير الحطب المطلوب. ففعلوا وأضرموا فيها النار لتحضير الجمرقبل أن يصبح الأرنب بين أيديهم. فلما عمد إلى ما كان عليه أن يبدأ به أي إطلاق النار على الطريدة، أخطأتها الطلقة فهربت وأصبح القوم بلا لحم ولا سروج