تامسومانت انرز
مْلِيدْ إِثِنْزَارْ خْوَانْثْ ثْمِزَارْ
المـــــــــــــــــــــــرس
الجمعة, أبريل 26, 2019
المـــــــــــــــــــــــرس
أما بخصوص كلمة المرس، والتي تصادف في عدة مناطق من مغربنا الحبيب (مرس السلطان في الدار البيضاء، ومرس الخير في ضواحي مدينة تمارة …)، بل من بلاد المغرب الكبير. وعملا بالقول المأثور ” أنسبوا الفضل لأهله”، ولما جاء في القرآن الكريم على لسان سيدنا شعيب عليه وعلى نبينا الكريم الصلاة والسلام، “… ولا تبخسوا الناس أشياءهم…”، (جزء من الآية الكريمة رقم 85 من سورة هود والتي يقول فيها عز من قائل: وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ”)، فلا بد من الإشادة بما جاء في موقع /http://www.lmers.c.la/ بخصوص المرس.
وكتدعيم وإضافة لما تفضل به المشرفون على الموقع بخصوص المكان المذكور، فإننا نذكر أنه من المعاني التي تدل عليها كلمة “المرس” في العربية الفصيحة “الرسو” و”الثبات” و”الاستقرار” و”السير الدائم”. وفي اللغة الدارجة تعني “المخزن الذي تترك فيه المؤونة والأغراض تحت الحراسة المشددة إلى وقت الحاجة”. وأظن أن معنيي الاستقرار والثبات هما الأقربان لوضعية بلدتنا المحبوبة المرس.
وفي محاولة لإيجاد أشياء مكتوبة عن هذه الكلمة، فقد اهتديت إلى ما جاء في الصفحة رقم 7086 من ” معلمة المغرب”، في جزئها العشرين وفي باب حرف الميم . وهذا ما كتب عن المرس في تلك الموسوعة، وهو، في نظري، أفضل ما يمكن أن نجده في هذا المجال.
“المرس: ويجمع على صيغة أمراس ومروس وهو إسم يطلق اليوم على المكان الذي يضم عددا من “المطامير” لخزن الحبوب. وقد تكون هذه المطامير أو الأمراس في ملكية عائلة أو عشيرة أو قبيلة أو “دوار”. وقد تكون أمراسا رسمية تابعة للمخزن ( الدولة) فيها يتم خزن ما جمع من مستحقاته وما يفرضه على القبائل من ضرائب عينية خاصة من القمح والشعير. وقد تكون في ملكية السلطان أو الأمراء والوزراء وكبار رجال الدولة. والمصطلح ” مروس” ورد في بعض المصادر التي تناولت العصر المريني ولا نجده قبل هذا العصر. والمرس أو المروس قد لا تعني دائما “المطامير” أي الحفر الكبيرة المخروطية الشكل المعدة لخزن الحبوب، بل تعني كذلك الصوامع المبنية لنفس الغرض سواء كانت صغيرة ” أكرور” بالأمازيغية و” كرور” في الدارجة المغربية الحالية والتي تتوسط المساكن أو تبنى في الفناء “لمراح”، أو الكبيرة الضخمة “silos” التي يجمع المخزن وعماله وولاته الحبوب فيها. وقد كانت نظرة الناس لها وللمكوس نظرة استنكار إذ يعتبرونها غير شرعية، لذلك وجد بعض السلاطين الذين دشنوا عهودهم بــ” …إزالة المكوس وهدم المروس” تعبيرا منهم عن حسن نواياهم ورغبتهم في رفع الحيف والظلم. عن السلطان المريني يوسف بن يعقوب جاء في روض القرطاسـ 375 “… وتصدق بترك الفطرة على الناس… وأزال المكوس وأمر بهدم المروس…”
وفي قراءتنا للخرائط الطبوغرافية نجد عدة أماكن تحمل إلى اليوم إسم مرس. وهي بمعنيين: مجموعة مطامير لخزن الحبوب، والأراضي المخصصة لحراثة الحبوب، في مقابل ” لعزيب” اللأراضي المخصصة للرعي.”
وبالمناسبة، فهذا هو الرابط الذي يمكن من خلاله تحميل الموسوعة المذكورة لمن يهمه الأمر.
معلمة المغربhttp://waqfeya.com/book.php?bid=10354 ولي عودة، إنشاء الله، للمزيد من الإفادات بخصوص هذا الموضوع.
كان هذا بمثابة الإضافة التي وعدت بها في مداخلة سابقة لي بخصوص موضوع المرس. وإذا ما تركنا المعاني العامة الكامنة وراء كلمة “المرس”، واقتصرنا على ما يشير إليه ” مرسنا الحبيب”، الذي يعد مكز ثقل قبيلة أيت سغروشن سيدي علي، من رموز عديدة. ففيه مرقد جد أغلب مكونات هذه القبيلة الكريمة التي كان يضرب لها ألف حساب في المنطقة، والتي دوخت صناديد الاستعمار ومن سار في ركبهم طوعا أو كرها بسبب جهاد أبنائها الأشاوس ضد المستعمر الفرنسي في ظروف قاسية واختلال فاحش لموازين القوة، وما هي بطبيعة الحال والحق يقال، إلا نموذجا من بين النماذج المشرقة في تاريخ الجهاد ضد الاستعمار على طول وعرض مغربنا العزيز. والمعني ب”جد أغلب مكونات القبيلة” هو بطبيعة الحال “الولي الصالح سيدي علي بن يحيى” الذي كما هو معلوم يرجع نسبه إلى المولى إدريس الأزهر بن المولى إدريس الأكبر بن سيدنا عبد الله الكامل بن سيدنا الحسن المثنى بن سيدنا الحسن السبط بن مولاتنا فاطمة الزهراء، إبنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجة سيدنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكما معروف، إلى جانب مرقد سيدي “علي بن يحيى” رحمه الله ومراقد بعض أبنائه وأحفاده، هناك مراقد أخرى لبعض الفروع الأخرى التي تتشكل منها القبيلة. ولذلك يطلق على المكان إسم “الرواضي”. وقد اتخذ مقبرة ومدفنا رسميا لأحفاد سيدي علي المذكور. وبذلك اكتسب نوعا من القدسية لذى كل كافة مكونات القبيلة، بل لدى القبائل المجاورة. ولا أدل على ذلك، ” أَسْشِّ” أو ما يمكن ترجمته بــ” الإطعام”، أو ” اللامَّة”، الذي كان يقام بجوار الأضرحة المذكورة والذي ينسب لسيدي علي أيحيى”، فيقال “أسشي نسيدي علي أيحيى”. هذا “أسشي” الذي تطور إلى ما يعبر عنه ب”الموسم” في عهد الاستعمار ومن بعده إلى مستهل التسعينيات من القرن الميلادي العشرين حيث أدت جريمة نكراء وقعت في ظروف غامضة مؤلمة ومؤسفة إلى إيقافه.
ومن المعلوم أن ما يطلق عليه “المرس” في الماضي هو الجزء المعروف حاليا بـــ” لمرس وافلا”، أي المرس العلوي ” الفوقاني”، المتواجد غرب “الرواضي” المذكورة.
وبحسب ما ذكره لي المرحوم عم الوالدة رحمها الله السيد علي بن لحسن أفتيس المشهور في حياته بـــ” علي أحمو”، والذي توفي في خريف 1992 عن سن ناهز المائة وعشر سنوات، فقد كان المرس مركزا تجاريا استقر فيه عدد من التجار والصناع اليهود، وبعض العائلات المغربية الأخرى التي تمتهن صناعة الحديد، والتي يتم التعاقد مع أفرادها، بصفة دائما، من قبل العائلات السغروشنية في إطار نظام ما يعرف بـ” الشَّرْضْ” والمشتق منه “أَمْشَارْضْ” لتزويدها باستمرار بما تحتاجه من الأدوات الحديدية الضرورية لكل مناحي الحياة وإصلاح ما لحق التلف منها. كما كان هناك مصانع للصابون التقليدي بطبيعة الحال ” الصابون الأسود” المعروف.
وإلى جانب ما تقدم، لابد من الإشارة إلى أن هناك سوقا أسبوعيا كان يقام بانتظام وأن المتسوقين كانوا يقصدونه من حدب وصوب ليس فقط من الدواوير السغروشنية، وإنما كذلك من ساكنة القبائل المجاورة. وكانت تباع وتشترى فيه السلع المعروفة أنذاك إلى جانب المواشي بمختلف أنواعها.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن ما زاد من أهمية المرس قديما تواجده على إحدى تفرعات ما كان يعرف ب” طريق السلطان”. وكما هو معلوم فقد كانت هذه الطريق التاريخية تربط أحد المراكز السياسية والحضارية فاس وتافيلالت. وقد لعبت، على غرار نظيراتها في مناطق أخرى، دورا كبيرا من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وبخصوص” طريق السلطان ” السالف الذكر، فقد ذكر الأولون أنها كانت تمر بصفرو ثم بمنطقة لعنوصر وأزغار وسهب العياء ثم بولمان ثم من بعد ذلك نحو لقصابي قبل أن تصل إلى “ثبزي نثلغمت” فما وراءها نحو تافيلالت وما جاورها. ويتفرع عنها، على مستوى “أمان إليلا”، الفرع الذي يمر بتاغروت أيت جرايم ثم بسكورة قبل أن يمر بالمرس نحو سرغينة ومن ثم إلى لقصابي عبر ما يعرف بــ”تيزي نسردين” ( ممر البغلات) أو” الصلاح”. وقد حكى لي المرحوم السيد سعيد بن علي بوضربات أنه كانت هناك في الماضي شجرة بلوط في مكان غير بعيد مما يعرف بـــ” ثَخَلْوِيثْ ( خلوة) نسيدي عقى”، وهي لمن لا يعرفها، الموجودة بالقرب من منزل الفاضل السيد محمد إجرمي وهي عبارة عن شجرة بلوط ” سنديانة” محاطة بدائرة مميزة من الأحجار، في إتجاه ما يطلق عليه محليا”إِسُلْغَنْ”. وقد نبتت تلك الشجرة من النفايات الناتجة عن موت ناقة أو جمل وكانت تعرف بــ” كَرُّوشْتْ جْمَلْ”. وكما هو مشهود به، فقد لعب هذا الحيوال العجيب الصبور والذي هو آية من آيات الله عز وجل دورا كبيرا في الاقتصاد الوطني في القديم نظرا لما يمتاز به من تحمل وقدرة على رفع الحمولات الثقيلة خلاف كل الدواب الأخرى.
واعتبارا لكل ما سبق، فقد كان المرس نقطة الاستهداف الأساسية في سعي المستعمر لتطويع قبيلة أيت سغروشن. ومن أجل ذلك فلم يتردد في استعمال كل ما لديه من إمكانيات لتحقيق مبتغاه. ومن جملة تلك الإمكانيات،الطائرات والدبابات والمدفعية الثقيلة، وبطبيعة الحال الجحافل الضخمة التي تعمل ضمن تجمعين كبيرين هما تجمعا الشمال التابع لمنطقة تازة وتجمع الجنوب التابع لمكناس والتي كانت جد مدربة ومسلحة تسليحا جيدا إضافة، إلى أعداد كبيرة من المساعدين المتطوعين أو المسخرين طوعا وكرها من القبائل والفروع الممهدة (تم التغلب عليها من قبل) ومنها بطبيعة الحال ما ينتمي لبعض الفروع السغروشنية.
وبخصوص سلاح الطيران، فلا زلت أتذكر حينما كنت تلميذا في مدرسة المرس، في مستهل الستينيات، عثور أحد السكان بالقرب من العين المعروف بــ” لعين أجدير” على قذيفة كبيرة من القذائف التي أسقطتها الطائرات على المنطقة ولم تنفجر. وقد تولت السلطة المحلية أمر التخلص من تلك القديفة. وكما جاء في بعض المذكرات التي ألفها بعض الضباط الذين ساهموا في الاستيلاء على المرس في يونيو 1923، فقد جندت للعملية عدة طوابير تحركت نحو الهدف من جميع الجهات تحت قيادة أعتى الضباط والاستراتيجيين الكبار بقيادة الجنرال بوِميرو Poeymirau. ومع هذا كله، فلم تسلم جرتهم. فلقد أدوا الثمن غاليا من ضباطهم وجنودهم الذين سقطوا بين قتيل وجريح. ومن بين الكتب التي يمكن الاستئناس بها لمعرفة ما جرى بخصوص معركة الاستيلاء على المرس سنة 1923 وإخضاع ما تبقى من قبيلة أيت سغروشن سيدي على سنة 1926، مؤلفي:
الجنرال موريس دوروزوى Général Maurice Durosoy
« Avec Lyautey, Homme de Guerre, Homme de Paix »
والكولونيل كارير CARRERE J-D .
« MISSIONNAIRES EN BURNOUS BLEU. Au service des Renseignements durant l’épopée marocaine ».
وفي نظري، أن الاستيلاء على المرس، كما هو الحال بالنسبة لعدد من المناطق المغربية قبله وبعده، لم يكن ليتم، على الرغم من التفاوت في العدة والعدد بين جيوش المستعمر ومن يسير في فلكه و”حركات” المجاهدين، لولا الدور الذي لعبته المخابرات في استمالة ضعاف العزيمة والمتلهفين للحصول على بعض الامتيازات المادية والمعنوية من السكان المحليين الذين تعاونوا مع الغزاة فكشفوا ثغرات ونقط ضعف إخوانهم المجاهدين. كما لعبت، إلى جانب ذلك، انعدام الثقة أو على الأقل، نقصانها بين المجاهدين أنفسهم نتيجة النعرات والعداوات القبلية الموروثة عن عهد ما عرف في تاريخ المغرب ب”أيام أو عهد السيبة” ما أثر على التماسك والتلاحم فيما بينهم. ولذلك، يمكن القول أنه يصح فيهم ما قاله القرآن الكريم في حق الكفار من اليهود والمنافقين حينما وصفهم بما يلي: ” تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى”. والدليل على ذلك ما أفادني به السيد علي أحمو السالف الذكر، من أنهم يضلون يقاتلون العدو كل حسب الجبهة التي عينت له وفي المساء وأثناء مسامراتهم يعير بعضهم بعضا وتتفاخر كل قبيلة وكل فرع بالأنساب والأمجاد وعادة ما يكون ذلك بواسطة الشعر المصاحب لرقصة “أحدوس”.
وقد مكن كل ما ذكر بخصوص الاختراقات والمثبطات القوات الغازية من تنفيذ خططها الإستراتيجية مما مكنها من الفصل بين قبيلتي أيت سغروشن ومرموشة عن طريق سلسلة من الثكنات والتحصينات مما حد من تبادل المساعدة فيما بينهما ليتم بذلك تسهيل الاستفراد بكل قبيلة على حدة. وهذا ما وثقته جريدة le Figaro الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 20 غشت 1923 تحت عنوان “النتائج العسكرية والسياسية لعملياتنا في المغرب “:
«Rabat, 19 août, la jonction des deux groupes mobiles opérant dans la tache de ‘Taza., … Le pays qui vient d’être occupé était une sorte de massif central du Maroc, géographiquement chaotique, coupé de profondes vallées serpentant au pied des plus hautes montagnes du Moyen Atlas. Un tel pays était défendu par des tribus singulièrement fières et indépendantes, et courageusement tenaces, dont les principales, les Ait Tserochen et les Marmoucha, ont soutenu de nombreux combats contre nos troupes au cours de ces dernières années, se perfectionnant sans cesse dans l’art de la guerre où elles excellaient naturellement. L’objectif du général Poeymirau était une occupation solide de la partie dominante du pays et des massifs montagneux commandant la région.
…, Dans la région d’Issouka, le groupe du Sud a atteint l’extrémité de Boukhamouj où il a attaqué et enlevé après une résistance héroïque de l’ennemi la haute falaise du Djebel Idlan.
Pendant ce temps, le groupe du Nord, rassemblé à Mediouna, forçait le passage de l’Oued Tafgribt, engageait des combats violents avec les dissidents et atteignait le 13, après les avoir bousculés, le pays des Ait Elmen, d’où il était en liaison optique avec le groupe du Sud. La jonction s’est opérée ensuite sans réaction de l’ennemi. Le bloc, récemment formé entre les Marmoucha et les Tsèroetien, est ainsi brisé et nous obtenons en même temps, il travers le Moyen-Atlas, une voie de communication Nord-Sud, longeant Sarghina, dont l’importance stratégique est considérable. » http://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k293678p/texteBrut
ورقة تعريفية
بسم الله الرحمن الرحيم
"Tamsomant" " تَامْسُّومَانْثْ "، أو " تامسومانت " ، بالتاء أو الثاء، حسب المناطق، مصطلح أمازيغي جد معبر. ومهما حاولنا ترجمتها إلى لغات أخرى، فلن نوفيها حقها. لأن الترجمة مهما بلغت من الدقة، فهي أقصر من أن توفي المصطلح المترجم حقه. فاللغة قبل أن تكون حروفا مميزة بأصوات معينة تتحكم فيها المخارج، فهي واجهة للأفكار وقاطرة للتفكير الذي هو نتاج إنساني وحضاري. ومع ذلك، وعملا بالقول المأثور" ما لا يدرك كله لا يترك جله"، فيمكن أن نقول أن تامسومانت تعني " الإلحاح في المحاولة من أجل بلوغ غاية محددة". أو بمعنى آخر، "بذل الجهد واستنفاذ كل الوسائل الممكنة من أجل بلوغ غاية معينة".
" تامسومانت " من حيث الهدف:
يعد موقع "تامسومنت Tamsomant"، كما يتبين من خلال" رمزه/Logo" الموقع باسم "انـــرز"، محاولة ومبادرة عائلية توثيقية محلية يتولى فيه لحسن بن محمد انــرز تحرير" بطاقاته ومذكراته Ses fiches et notes "، في حين يسهر على الجانب التدبيري والفني والتقني عبدالله بن لحسن انــرز. وكما يلاحظ الزائر الكريم، فشعاره المثل الأمازيغي البليغ" مْلِيدْ إِثِنْزَارْ خْوَانْثْ ثْمِزَارْ"، أي لولا عزة النفس والغيرة لخلت المَواطن والأوطان . وقد انطلق موقع "تامسومانت" من القناعة بأن في حفظ الذاكرة المحلية إثراء للذاكرة الوطنية ومساهمة في إدخارها وتوريثها، بحول الله وتوفيق منه، للأجيال اللاحقة. إضافة إلى القناعة السابقة، هناك قناعة أخرى تتجلى في الوعي بعدم احتكار المعلومةمن الناس. فقد ولى زمن الشعار " من ملك المعلومة ملك السلطة". والسلطة هنا بمفهومها الواسع الذي من بين معانيه الريادة، مما يعني أنه يهم الأسرة، والعائلة ، والجمعية و غير ها . فالمعلومة، إذا كانت غير شخصية وتهم مجموعة من الناس فهي بمثابة ملك مشاع. فلمن يهمه الأمر الحق في الاطلاع عليها. فالوثائق الراجعة إلى جدع مشترك (جد سلالة مثلا...)، من حق من انتسلوا منه أن يطلعوا عليها وأن يأخذوا منها نسخا إذا دعت الضرورة إلى ذلك. فكما لهم الحق في إرثه المادي، لهم النصيب في "إرثه الوثائقي".وفكرة المشروع التوثيقي المحلي هذه لم تكن وليدة اليوم، وإنما ترجع لسنوات عديدة. وقد كان الإهتمام بها متجها في البداية إلى تأليف مؤلف ورقي حول الموضوع. إلا أنه مع مرور الوقت، وأمام التراجع النسبي للإهتمام ب"التأليف الملموس"، أي على الأوراق، مقابل تنامي "التأليف الإفتراضي" بسبب ثورة تكنولوجيات المعلومات والإتصال وما يوفره ذلك من إمكانيات هائلة وآفاق واسعة أمام التأليف والنشر والإبداع، تم غض الطرف عن المشروع الأول والإتجاه نحو إحداث "تامسومانت" كموقع إلكتروني لتنفيذ المبتغى.
ومما زاد هذه الفكرة رسوخا ودفع في اتجاه تنفيذها، توفر الخبرة، بحمد الله، في الوسط العائلي، إضافة إلى وجود نواة توثيقية، وإن بدت جنينية، من مخطوطات وصور وتسجيلات، وبعض "التقييدات" الخاصة ببعض الأحداث المخشونية.
و "تامسومانت"، كأي عمل بشري مهما بذل فيه من جهد فإنه يبقى ناقصا وأقل من المطمح. ولكن مهما يكن، فالمبتغى في المقام الأول هو إثارة الانتباه إلى هذا الجانب الذي لم ينل حظه من الاهتمام التوثيقي لا من القدامى ولا من المعاصرين. ولعل هذا العمل أن يستفز ذوي الاختصاص من أبناء المنطقة وغيرهم ليقدموا الأفضل بحول الله وتوفيقه.
وبعبارة مجملة، ف"تامسومانت" هي بمثابة إلقاء حجر في الماء الراكد حتى لا يزيد أسونا. والأمل في مثقفينا، وخاصة الشباب منهم، أن يولوا المزيد من الاهتمام لأرض أجدادهم الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجلها. فجمالية الأشجار ونضارة ثمارها ووفرتها من سلامة الجذور التي تغذيها. وتلك هي الرسالة التي يحاول "موقع تامسومانث" تمريرها. وبتعبير آخر، وبمحاولة شعرية أمازيغية، فــ"تامسومانث" هو باختصار ما يلي:
أَتَمْسُّومَانْثْ مْـــشَمْ إِرَ رَبِّ | ذَتْنْبَّهْثْ أُنَّ هْوَنِينْ أُلِّيْتْسَالْ |
يا موقع ثمسومانث إذا أراد الله | سوف تنبه المتهاون الذي لا يسأل |
أُرْدِيسْ إِلِّ شَوْنْزْيُومْ أُرِهَوِّيلْ | خْمَچْكِّينْ چْمَزِيرْنْسْ أَتِسِينْ |
ولايهتم بتاتا ولا ينشغل | بمعرفة ماضي بلده |
وْنَّوْرِسِّينْ لْجْدُودْ أُلَحْدُودْ | وَخَّدَرْنْ إِمُّوثْ شَلَّبَسْ أُرْثْيِينْ |
إن الذي لا يعرف الأجداد ولا الحدود | كالميت وإن بدا حيا، فحاله ميؤوس منه |
تَمْـــــــسُّومَانْثْ زِّيلْ أُنَّ تِيَانْ | إِسِّرْدْ لاَمَّ أُرِقِمْ أَتـْـــــــــــــدْفُورْ |
ثمــــــسومانث خير لمن قام بها | أزال عنه الملامة وتحرر من تبعاتها |
" تامسومانت " من حيث المحتوى:
كما يلاحظ الزائر الكريم، ينقسم موقع " تامسومانت Tamsomant " إلى ستة أجزاء رئيسية وهي: فضاء النباتات - فضاء الحيوانات (الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات...) - وفضاء المعالم (المعالم الطبيعية والمعالم البشرية) - فضاء التراث الثقافي- فضاء السمعي- البصري- فضاء أخرى.
وكل جزء من الأجزاء الستة يتفرع بدوره إلى فروع، يعالج كل واحد منها جانبا من جوانب المقدرات المخشونية. وبذلك، نأمل أن لا يصاب المتصفح الكريم، بحول الله وقوته، بالملل وهو يتنقل بين محتويات هذا الموقع.
وختاما، لابد من التنصيص على أن "موقع تامسومانت Tamsomant " ينأى بنفسه عن أن ينحرف عن الغرض الذي أنشأ من أجله، ألا وهو خدمة توثيق التراث المحلي المخشوني. وبذلك، فهو لا يطمح أن يكون لا منبرا سياسيا ولا وسيلة إعلامية ولا إرشادية.
لحسن بن محمد انـــرز