تامسومانت انرز

مْلِيدْ إِثِنْزَارْ خْوَانْثْ ثْمِزَارْ

“تَخَلْوِيتْ نسيدي محند العربي” و”ثيزي إسوليثن”-

“تَخَلْوِيتْ نسيدي محند العربي” و”ثيزي إسوليثن”

الجمعة, أبريل 26, 2019

 “تَخَلْوِيتْ نسيدي محند العربي” و”ثيزي إسوليثن

هذه الصور أخذت يوم ذهابنا لحضور جنازة فقيدنا مولاي لحسن بن عقى أفقير رحمه الله في بلدة سكورة و وقد تم ذلك أثناء توقفنا المكان المعروف ب “تَخَلْوِيتْ نسيدي محند العربي” (أي خلوة سيدي محمد العربي) بالقرب من المكان المشهور ب”ثيزي إسوليثن” أي “فج أوممر إسوليتن” للاستراحة. وكما هو معلوم فهذا المكان يتواجد على علو أكثر من 1500 متر عن سطح البحر. وهو على الطريق المؤدية من المرس إلى البلدة المذكورة بإقليم بولمان.

ولا يفوتني هنا أن أذكر أن تسمية “إسوليتن” قد تحفظ عليها أخ وصديق عزيز ألا وهو “مصطفى أردال”. فكما أفادني في مداخلة له حول هذه التسمية في وقت سابق وفي تبادل بيننا على موقع إلكتروني من المواقع، فهو يرى أن الأقرب للصواب بخصوص هذه التسمية، إن لم يكن هو الصواب بعينه هو ” تيزي إِزولِيثنْ أو إِزولِيطنْ “، وذلك نسبة إلى قوم من الأقوام الذيم مروا بالمنطقة ثم نزحوا عنها ألا وهم المعروفون ب”بني زُلِيطْ”. وحسب ما ذكر، فلا زالت بقاياهم في قبيلة ” بني سادن”. كما وجدت أثناء بحثي في الأنترنيت آثارا لهم في عدة مناطق بالمغرب. وبالمناسبة، فالسيد مصطفى أردال، وكما خط بيده، من حفدة الولي الصالح سيدي سعيد بن أحمد الشريف العمراني السغروشني من رجال القرن الحادي عشر الهجري دفين سكورة بن عبد العزيز دفين مديونة بقبيلة بني علاهم بن هبة الله المذكور في ” الدرر السنية في أصل السلالة العمرانية الشغروشنية والسبعية بن يوسف بن إبراهيم بن مولاي علي بن عمرو (http://www.ansabcom.com/vb/t68706.html). وهو باحث في تاريخ المنطقة. وقد بنى وجهة نظره فيما يخص تسمية ” ثيزي إزوليثن”على وثيقة محددة لحدود قطعة أرضية لشخص من أولئك القوم ورد فيه ذكر المنطقة التي نتحدث عنها.

وبالرجوع إلى “تخلويت” المذكورة فلها وللشجرة التي بداخلها والتي تظهرها الصور السالفة الذكر قصة وعبرة لمن يريد الاعتبار وأخذ الدروس والنصائح من أحداث ومجريات التاريخ.

فالشخص الذي تنسب إليه، وهوسيدي محمد العربي، من الشرفاء السبعيين أحفاد سيدي امحمد السبع الذي يوجد ضريحه بدويرة السبع بالقرب من مدينة “بني تجيت” في إقليم فجيج، والذي يلتقي نسبه مع باقي الأدارسة السغروشنيين. وكما سمعت من عم الوالدة، رحمهما الله وكافة أموات المسلمين، الذي فارق الحياة في خريف 1992 عن سن ناهز المائة وعشر سنوات نقلا عمن سبقوه إلى الدنيا، ودون أن أدخل في التفاصيل مخافة نقص أو زيادة في الرواية بدون قصد، وكذلك تجنبا لما قد يحيي الجروح ويوقد النعرات والأحقاد، أن نزاعا قد نشأ فيما مضى بين فرقاء من أيت سغروشن استفحل أمره وطال أمده وخلف ضحايا ونتجت عنه ويلات. وقد كان ذلك جراء تهور شخص خطف زوجة في ليلة عرسها دون أن يشعر به أحد وقادها لمكان ظل مجهولا مدة من الزمن وذلك لسبب من الأسباب. ولما أراد الله أن يطفئ نار الغضب بين المتناحرين و يهديهم سبل الرشاد وإلى الحق والصواب نبه أحدهم إلى أخذ المبادرة وأرشده إلى اللجوء إلى سيدي محمد العربي، الذي كان رجلا صالحا مسموع الكلمة طلبا لوساطته قائلا له: ” لماذا تنظر إلينا نتقاتل ونتناحر فيما بيننا ولم تفعل أي شيء لإصلاح ذات البين بيننا؟” أوما شابه هذا الكلام. وبالفعل فقد استطاع سيدي محمد العربي هذا الإصلاح بين المتنازعين. ولما تم الاتفاق واستحكم التصالح في مجمع تحت رئاسته بالمكان المذكور، عمد إلى جدع يابس لشجرة من نوع ما يعرف بالمنطقة بـاسم “تاقة”، وهي من صنف الصنوبريات والتي يستخرج منها زيت القطران أي Huile de Cad وتعرف في الشام وخاصة في سوريا بـــ “العرعر الشربيني أو الكاد أو العدريش (بالإنكليزية prickly ceder) اسمها العلمي Juniperus oxycedrus https://ar.wikipedia.org/…/%D8%B9%D8%B1%D8%B9%D8%B1_%D8%B4%…، قلت عمد إلى ذلك الجدع فغرسه في المكان الذي أصبح خلوة قائلا ” لقد دفنت نزاعكم كما دفنت هذا الجدع ولكن لا أضمن لكم أي شيئ حينما ينبت ويصبح حجمه قدرا يمكن أن يغطي حصانا “.

فالفتنة وإن كانت نائمة فمن السهل أن توقض. فليحذر كل متهور من عواقب أعماله وليحسبن كل واحد منا ألف حساب لكل تصرف انفرادي قد يوشك أن يتحول إلى ما يزج بالغير فيما لا تحمد عقباه. ورحم الله القائل: كلُّ الحوادثِ مبدأُها من النظر……ومُعظَمُ النارِ مِنْ مُستَصْغرِ الشَرِرِ. نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ويجنبنا الزلل والفرقة والنزاعات وأن يؤلف بين قلوبنا جميعا نحن المغاربة وكافة أبناء بلاد المسلمين ويهدينا سبل الرشاد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ورقة تعريفية

تامسومانتتامسومانت

بسم الله الرحمن الرحيم

"Tamsomant" " تَامْسُّومَانْثْ "، أو " تامسومانت " ، بالتاء أو الثاء، حسب المناطق، مصطلح أمازيغي جد معبر. ومهما حاولنا ترجمتها إلى لغات أخرى، فلن نوفيها حقها. لأن الترجمة مهما بلغت من الدقة، فهي أقصر من أن توفي المصطلح المترجم حقه. فاللغة قبل أن تكون حروفا مميزة بأصوات معينة تتحكم فيها المخارج، فهي واجهة للأفكار وقاطرة  للتفكير الذي هو نتاج إنساني وحضاري.  ومع ذلك، وعملا بالقول المأثور" ما لا يدرك كله لا يترك جله"، فيمكن أن نقول أن تامسومانت تعني " الإلحاح في المحاولة من أجل بلوغ غاية محددة". أو بمعنى آخر، "بذل الجهد واستنفاذ كل الوسائل الممكنة من أجل بلوغ غاية معينة".

" تامسومانت " من حيث الهدف:

يعد موقع "تامسومنت Tamsomant"، كما يتبين من خلال" رمزه/Logo" الموقع باسم "انـــرز"، محاولة ومبادرة عائلية توثيقية محلية يتولى فيه لحسن بن محمد انــرز تحرير" بطاقاته ومذكراته Ses fiches et notes "، في حين يسهر على الجانب التدبيري والفني والتقني عبدالله بن لحسن انــرز.  وكما يلاحظ الزائر الكريم، فشعاره المثل الأمازيغي البليغ" مْلِيدْ إِثِنْزَارْ خْوَانْثْ ثْمِزَارْ"، أي لولا عزة النفس والغيرة لخلت المَواطن والأوطان . وقد انطلق موقع "تامسومانت" من القناعة بأن في حفظ الذاكرة المحلية إثراء للذاكرة الوطنية ومساهمة في إدخارها وتوريثها، بحول الله وتوفيق منه، للأجيال اللاحقة. إضافة إلى القناعة السابقة، هناك قناعة أخرى تتجلى في الوعي بعدم احتكار المعلومةمن الناس. فقد ولى زمن الشعار " من ملك المعلومة ملك السلطة". والسلطة هنا بمفهومها الواسع الذي من بين معانيه الريادة، مما يعني أنه يهم الأسرة، والعائلة ، والجمعية و غير ها . فالمعلومة، إذا كانت غير شخصية وتهم مجموعة من الناس فهي بمثابة ملك مشاع. فلمن يهمه الأمر الحق في الاطلاع عليها. فالوثائق الراجعة إلى جدع مشترك (جد سلالة مثلا...)، من حق من انتسلوا منه أن يطلعوا عليها وأن يأخذوا منها نسخا إذا دعت الضرورة إلى ذلك. فكما لهم الحق في إرثه المادي، لهم النصيب في "إرثه الوثائقي".

وفكرة المشروع التوثيقي المحلي هذه لم تكن وليدة اليوم، وإنما ترجع لسنوات عديدة. وقد كان الإهتمام بها متجها في البداية إلى تأليف مؤلف ورقي حول الموضوع. إلا أنه مع مرور الوقت، وأمام التراجع النسبي للإهتمام ب"التأليف الملموس"، أي على الأوراق،  مقابل تنامي "التأليف الإفتراضي" بسبب ثورة تكنولوجيات المعلومات والإتصال وما يوفره ذلك من إمكانيات هائلة وآفاق واسعة أمام التأليف والنشر والإبداع، تم غض الطرف عن المشروع الأول والإتجاه نحو إحداث "تامسومانت" كموقع إلكتروني لتنفيذ المبتغى.

ومما زاد هذه الفكرة رسوخا ودفع في اتجاه تنفيذها، توفر الخبرة، بحمد الله، في الوسط العائلي، إضافة إلى وجود نواة توثيقية، وإن بدت جنينية، من مخطوطات وصور وتسجيلات، وبعض "التقييدات" الخاصة ببعض الأحداث المخشونية.

و "تامسومانت"، كأي عمل بشري مهما بذل فيه من جهد فإنه يبقى ناقصا وأقل من المطمح. ولكن مهما يكن، فالمبتغى في المقام الأول هو إثارة الانتباه إلى هذا الجانب الذي لم ينل حظه من الاهتمام التوثيقي لا من القدامى ولا من المعاصرين. ولعل هذا العمل أن يستفز ذوي الاختصاص من أبناء المنطقة وغيرهم ليقدموا الأفضل بحول الله وتوفيقه.

وبعبارة مجملة، ف"تامسومانت" هي بمثابة إلقاء حجر في الماء الراكد حتى لا يزيد أسونا. والأمل في مثقفينا، وخاصة الشباب منهم، أن يولوا المزيد من الاهتمام لأرض أجدادهم الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجلها. فجمالية الأشجار ونضارة ثمارها ووفرتها من سلامة الجذور التي تغذيها. وتلك هي الرسالة التي يحاول "موقع تامسومانث" تمريرها. وبتعبير آخر، وبمحاولة شعرية أمازيغية، فــ"تامسومانث" هو باختصار ما يلي:

أَتَمْسُّومَانْثْ مْـــشَمْ إِرَ رَبِّ                       ذَتْنْبَّهْثْ أُنَّ هْوَنِينْ أُلِّيْتْسَالْ
يا موقع ثمسومانث إذا أراد الله سوف تنبه المتهاون الذي لا يسأل
أُرْدِيسْ إِلِّ شَوْنْزْيُومْ أُرِهَوِّيلْ                      خْمَچْكِّينْ چْمَزِيرْنْسْ أَتِسِينْ
ولايهتم بتاتا ولا ينشغل بمعرفة ماضي بلده
وْنَّوْرِسِّينْ لْجْدُودْ أُلَحْدُودْ                     وَخَّدَرْنْ إِمُّوثْ شَلَّبَسْ أُرْثْيِينْ
إن الذي لا يعرف الأجداد ولا الحدود كالميت وإن بدا حيا، فحاله ميؤوس منه
تَمْـــــــسُّومَانْثْ زِّيلْ أُنَّ تِيَانْ إِسِّرْدْ  لاَمَّ أُرِقِمْ أَتـْـــــــــــــدْفُورْ
ثمــــــسومانث خير لمن قام بها أزال عنه الملامة  وتحرر من تبعاتها

" تامسومانت " من حيث المحتوى:

كما يلاحظ الزائر الكريم، ينقسم موقع " تامسومانت Tamsomant " إلى ستة أجزاء رئيسية وهي: فضاء النباتات - فضاء الحيوانات (الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات...) - وفضاء المعالم (المعالم الطبيعية والمعالم البشرية) - فضاء التراث الثقافي- فضاء السمعي- البصري- فضاء أخرى.

وكل جزء من الأجزاء الستة يتفرع بدوره إلى فروع، يعالج كل واحد منها جانبا من جوانب المقدرات المخشونية. وبذلك، نأمل أن لا يصاب المتصفح الكريم، بحول الله وقوته، بالملل وهو يتنقل بين محتويات هذا الموقع.

وختاما، لابد من التنصيص على أن "موقع تامسومانت Tamsomant " ينأى بنفسه عن أن ينحرف عن الغرض الذي أنشأ من أجله، ألا وهو خدمة توثيق التراث المحلي المخشوني. وبذلك، فهو لا يطمح أن يكون لا منبرا سياسيا ولا وسيلة إعلامية ولا إرشادية.

لحسن بن محمد انـــرز

ابحث في الموقع

النشرة البريدية